التصنيفات
آخر خبر جيش و مخابرات سري جدا

انفضاح “عملاء” المخزن في البرلمان الأوروبي بقلم : شافية. ب

أفاد المدعون العامون في بلجيكا، أنه تم استجواب مسؤولين مغاربة ببلدهم، في إطار التحقيق بشبهة فساد داخل البرلمان الأوروبي، في تطور جديد بخصوص ما يعرف بقضية “ماروكو غيت”، التي كشفت بخصوصها بعض التسريبات، عن تورط مسؤولين مغاربة في فضيحة داخل هذه الهيئة البرلمانية القارية، من خلال دفع رشاوى لنواب أوروبيين لخدمة مصالح نظام المخزن، ومن أجل استصدار قرارات لصالحه، خاصة ما تعلق بقضية الصحراء الغربية وشن حملات تشويه صورة الجزائر ورموزها ونخبها السياسية.

تقترب العدالة البلجيكية من إنهاء التحقيقات في قضية الفساد بالبرلمان الأوروبي، التي تعرف بإسم “ماروك غيت”، حيث يعكف المدعون العامون على وضع اللمسات الأخيرة في القضية، خاصة بعدما استمع المحققون لمسؤولين مغاربة داخل بلدهم، حول تهم تورطهم في القضية التي كشفت عدة تسريبات نشرتها كبرى الصحف الدولية حول تحقيقات القضاء البلجيكي، أن نظام المخزن دفع رشاوى لنواب أوروبيين لخدمة مصالحه، ومن أجل استصدار قرارات لصالحه، خاصة ما تعلق بانتهاك حقوق الإنسان وقضية الصحراء الغربية.

وقال ناطق باسم مكتب المدعي العام الفيدرالي، في تصريحات إعلامية، “إن محققين بلجيكيين سافروا إلى المغرب هذا الأسبوع، برفقة قاضي التحقيق وقاض من مكتب المدعي العام الفيدرالي، للقيام بمهمات تحقيقية وجلسات استماع”، رافضا كشف أسماء الأشخاص الذين تم الاستماع إليهم، لكن بعض التقارير الإعلامية، أشارت إلى أن أحد المستجوبين هو سفير المغرب لدى بولندا، عبد الرحيم عتمون، الذي كشفت التحقيقات أنه “قدّم أموالا وهدايا لنواب أوروبيين للترويج للسياسة المغربية داخل المؤسسة الوحيدة المنتخبة في الاتحاد الأوروبي وخاصة فيما يخص احتلال المغرب للصحراء الغربية”.

كما أوضحت التقارير الإعلامية، أن العدالة البلجيكية بصدد إنهاء التحقيق في تورط مسؤولين مغاربة في المخزن في فضائح فساد ثقيلة، كاشفة أن العدالة الدولية تتجه إلى إصدار مذكرات توقيف دولية ضد الوزير الأول عزيز أخنوش، ووزير الخارجية ناصر بوريطة ورئيس جهاز الاستخبارات ياسين المنصوري وعدة مسؤولين وسفراء مغاربة.

وفي إطار القضية ذاتها، تم توقيف ثلاثة نواب في البرلمان الأوروبي في إطار التحقيق الذي نفّذت خلاله الشرطة في ديسمبر 2022، عمليات تفتيش عثر خلالها على 1.5 مليون يورو نقدا لدى عناوين مختلفة في بروكسل.

زلزال فضية “ماروك غيت”

وكانت صحيفة “لومانيتي” الفرنسية، قد نشرت تحقيقا في فضيحة “ماروك غايت” المدوية بالبرلمان الأوروبي، عادت فيه إلى “سياسة النفوذ التي تعتمدها الرباط داخل المؤسسات الأوروبية”، عن طريق رشوة أعضاء في البرلمان الأوروبي مقابل دعمهم لمصالح نظام المخزن. وأشار التحقيق الذي نشر تحت عنوان “من بروكسل إلى باريس، أصدقاء ملك المغرب”، إلى أن النائب الإيطالي السابق بيير أنطونيو بانزيري، قد “انخرط منذ وقت طويل” مع المخابرات المغربية، من خلال عبد الرحيم عثمون، السفير الحالي للمغرب في بولوندا، الذي قدّم خلال جلسات الاستماع من طرف المحققين البلجيكيين، على أنه كان يقدّم هدايا مقابل “انحياز بعض المنتخبين للمواقف التي يدافع عنها المغرب خصوصا ملف الصحراء الغربية”. وعلى خلفية التحقيقات بهذه القضية، التي هزت أركان الهيئة التشريعية الأوروبية، كان البرلمان الأوروبي قد صوّت لرفع الحصانة عن اثنين من نوابه، بطلب من السلطات البلجيكية، وهما كل من الإيطالي أندريا كوزولينو والبلجيكي مارك تارابيلا، علما أنه تم الكشف عن القضية عندما ألقي القبض على نائب يوناني رفقة ثلاثة مشتبه فيهم آخرين في قضية فساد وغسل الأموال، ووافق أحد المشتبه فيهم، ويدعى بيير أنطونيو بانزيري، على “كشف كل شيء”، في اتفاق تسوية مع السلطات، وفق ما تضيف التقارير الإعلامية، التي تشير إلى أن الإيطالي بانزيري، أوصل المحققين إلى شبكة “كانت تأخذ الرشاوى من المغرب”، مقابل التأثير على البرلمان الأوروبي.

وفي اعترافه للمحققين، كشف بانزيري، عن العلاقة الممتدة إلى سنوات بينه وبين عثمون، وكيف أن هذا الأخير عرض عليه مساعدة مالية لحملته الانتخابية سنة 2014، كما قام الدبلوماسي المغربي بتغطية تكاليف حفل في ميلانو للحصول على أصوات الجالية المغربية في الشتات بأكثر من 50 ألف أورو، كما تلقى بانزيري وعائلته دعوات لزيارة مراكش، وتم إيوائهم في فندق “المامونية” من فئة 5 نجوم، فيما تشير المجلة ذاتها، إلى أن العلاقة بين بانزيري وعثمون حظيت بتأييد ملكي وفقا لما تشير التقارير الإعلامية.

وكانت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، كشفت عن تفاصيل الأنشطة التجسسية التي يقوم بها الشخص الرئيسي في المخابرات المغربية. ويتعلق الأمر بعبد الرحيم عثمون، سفير المغرب ببولندا. وحسب المصدر ذاته، وبعد تحقيقات موسّعة أجرتها الشرطة والمخابرات البلجيكية، تم اتهام شخصيات دبلوماسية وحكومية مهمة، بدفع أموال لأعضاء البرلمان الأوروبي مُقابل التأثير على قرارات لصالح دول معيّنة، أبرزها المغرب، بما في ذلك فضيحة “ماروك غيت” التي جاءت في أعقاب فضيحة تجسّس بيغاسوس.

وتشير المجلة إلى أنه بالنسبة لقضية الدبلوماسي المغربي، سفير نظام المخزن في بولندا، عبد الرحيم عثمون، فقد صاغ قاضي التحقيق، ميشيل كليز، لأول مرة في 5 جانفي الماضي، طلبا للسلطات الفرنسية لتجميد أصوله، بما في ذلك فندق ثلاث نجوم وشقة، بالإضافة إلى أي حسابات مصرفية قد تكون لديه، وفقًا للوثائق التي اطلعت عليها بوليتيكو.

وخرجت الفضيحة للعلن في ديسمبر 2022، بعد عثور محقّقين بلجيكيين على 1.5 مليون أورو نقدا، غالبيتها في منزلي نائبين أوروبيين، كما يشار إلى أن البرلمان الأوروبي صوّت في وقت سابق، على قرار بشأن “متابعة إجراءات تعزيز نزاهة المؤسسات الأوروبية”.

وفي هذا السياق، منع ممثلي المغرب من دخول مقره في العاصمة الأوروبية بروكسل في فضيحة الفساد المدوية بالهيئة التشريعية الأوروبية، المعروفة إعلاميا بـ”ماروك غايت”.

التصنيفات
آخر خبر سري جدا

في تحول بارز في اتجاه الرئيس قيس سعيد نحو الشرق: وزير الخارجية الروسي يزور تونس

يصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إلى تونس في زيارة تدوم يومين، يجري خلالها مباحثات مع نظيره التونسي نبيل عمار .

ووصفت الخارجية التونسية الزيارة بأنها مناسبة لتكثيف المشاورات السياسية بين البلدين وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات وتطوير نسق المبادلات التجارية البينية واستكشاف إمكانات جديدة للشراكة المثمرة بين البلدين. وسيتم خلال الزيارة مناقشة واستكشاف فرص جديدة للاستثمار والشراكة المتكافئة وتبادل المنافع والتي تتيحها الإمكانات الواعدة للبلدين.

وتسعى تونس إلى مزيد استقطاب السواح الروس في إطار تنويع الأسواق السياحية، حيث بلغ عدد الوافدين الى غاية شهر أكتوبر الماضي، أكثر مو 21 ألف سائح روسي. وتستقبل روسيا حوالي 2000 طالب تونسي، وقد خصصت 60 منحة جامعية للطلبة التونسيين بعنوان السنة الدراسية 2024- 2025.

التصنيفات
آخر خبر جيش و مخابرات سري جدا

الفريق أول السعيد شنقريحة في محادثات عسكرية بين الجزائر والصين

استقبل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، مدير إدارة التعاون التقني والتجهيزات لدائرة تطوير التجهيزات باللجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية، اللواء فان جيانجون، والرئيس المدير العام للشركة الصينية “كاتيك”، جيانغ جيان، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني.

وأوضح نفس المصدر أن “السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، استقبل هذا الثلاثاء 19 ديسمبر 2023 بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي، اللواء فان جيانجون، مدير إدارة التعاون التقني والتجهيزات لدائرة تطوير التجهيزات باللجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية”.

وخلال هذا اللقاء الذي حضره ضباط ألوية وعمداء من أركان الجيش الوطني الشعبي ووزارة الدفاع الوطني وكذا أعضاء الوفد الصيني، أجرى الطرفان محادثات تناولت “حالة التعاون العسكري بين البلدين وكذا سبل تعزيزه أكثر مستقبلا، لاسيما في مجال صناعات الدفاع”.

التصنيفات
آخر خبر

نائب فرنسي يطالب بمحاكمة الفرنسيين في الجيش الصهيوني

طالب النائب الفرنسي توماس بورتس في تصريحات حديثة عبر منصة “إكس”، بمحاسبة مواطني بلاده الذين ارتكبوا جرائم حرب أثناء مشاركتهم في القتال ضمن صفوف جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة.

وذكر النائب الفرنسي في تصريحاته، أنه يوجد أكثر من 4 آلاف جندي من أصول فرنسية في جيش الاحتلال، يشغلون المرتبة الثانية من حيث العدد بعد الأمريكيين مستندا إلى دراسة أجرتها إذاعة “Europe 1” الفرنسية حول هذا الموضوع.
وأشار بورتس إلى أنه عند الوضع بعين الاعتبار جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة والضفة المحتلة، فإن مشاركة الجنود فرنسيي الأصل في هذه الجرائم “أمر غير مقبول.”
تأتي هذه التصريحات في إطار دعوة توماس إلى تحميل المسؤولية لمواطني بلاده المشاركين في ما وصفها بـ”جرائم الحرب” في غزة، معتبرًا أن مشاركتهم في هذه الأحداث تضر بسمعة فرنسا.
في ختام تصريحاته، دعا بورتس الحكومة الفرنسية إلى “التنديد بشدة” بمشاركة مواطنيها في هذه الحرب، مع التأكيد على أن مشاركتهم تعتبر غير مقبولة في ظل الأحداث الجارية في غزة والضفة المحتلة.
وطلب النائب الفرنسي من وزير العدل في فرنسا تقديم الأشخاص الذين يحملون الجنسية الفرنسية “بما في ذلك مزدوجي الجنسية” المذنبين بارتكاب جرائم حرب أمام العدالة الفرنسية.

نقلا عن يومية الخبر الجزائرية

التصنيفات
رئيس التحرير سري جدا شيوخ و فضائيات

رياض الصيداوي: المؤامرة القطرية السعودية على سوريا فشلت والشعب الجزائري لن يقبل بثورة يصدرها حمد ولا بفتوى للقرضاوي للناتو بقصف الجزائر ووهران وعنابة وقسنطينة

رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف المتخصص في علم اجتماع الثورة يعرض في هذا الحديث طبيعة الثورات العربية. حدود الصدق فيها وأيضا التدخل الخارجي الجلي. دور قطر والسعودية والجزيرة والعربية المشبوه في محاولة التلاعب بالربيع العربي. ويتساءل هل يمكن لدكتاتوريات مطلقة ان تنشر الديموقراطية في سوريا أو الجزائر أو تونس… ومغزى الفتاوي الدينية للشيخ القرضاوي وغيره من شيوخ الملوك والأمراء في الأحداث الجارية في المنطقة. وهذه تفاصيل الحوار.

أجرت الحوار زينب. أ. – الجزائر.

أستاذ رياض هناك الكثير من التوقعات بفشل القمة العربية التي ستعقد في بغداد نهاية هذا الشهر و كونها في ظل تحديات كبيرة. فهل ستكون هذه القمة فاشلة كسابقتها من القمم ام انها ستكون استثنائية نظر لظروف التي يمر بها الوطن العربي و تغيير القيادات في بعض الدول العربية؟

الحقيقة وكما نعلم إن أغلب دول الجامعة العربية هي عبارة عن دول ديكتاتورية، غير ديمقراطية وبخاصة دول الخليج مثل السعودية وقطر. فهاتان الدولتان مثلا لا نجد لهما أية علاقة بالانتخابات و لا بالمؤسسات البرلمانية، ولا بالتعددية الحزبية أو بحرية التعبير. فنحن نرصد تفاوتا في الدول المشكلة للجامعة العربية من هذه الناحية بين دول أكثر ديمقراطية ودول أقل ديمقراطية وأخرى ديكتاتورية مطلقة. هذا التصنيف في العلوم السياسية يجعلنا نضع السعودية وقطر في المجموعة الثالثة الأكثر تخلفا بل تلك التي تعيش في قطيعة كاملة مع كل معايير الديموقراطية. لكن الكارثة تكمن في أن هاتان الدولتان تقودان الآن الجامعة العربية ليس عبر قيم الحرية والديموقراطية وإنما عبر المال البترولي والغازي وإمبراطورية من الإعلام الخاضع لإرادتهما. والهدف هو تحقيق الأجندة الامريكية في المنطقة.

ستقوم قطر والسعودية بمحاولة استخلاص الكثير من القرارات ضد سوريا وبالمقابل ستتصدى الدول الاخرى مثل الجزائر و لبنان وموريتانيا والعراق لهذه القرارات. اذن، نحن أمام جامعة عربية مهترئة تقودها دول دكتاتورية مطلقة وفاشلة وبالتالي لن تستطيع الوصول إلى قرارات موحدة نظرا لاختلاف أهدافها ومخططاتها في خضم ما نسميه اليوم بالربيع العربي.

هل ترى حقيقة أنه ربيع عربي

إن علم اجتماع الثورة يقر بكون الثورة علبة سوداء مغلقة بمعنى أن ما يحدث داخل دولة من ثورة أو انتفاضة لا يجب أن يتدخل فيها أحد من الخارج. فالثورة الفرنسية مثلا لم يتدخل فيها الجيش البريطاني أو البروسي الألماني. لكن للأسف نلاحظ اليوم أن الثورات العربية لم تعد علبة سوداء مغلقة بل أصبحت مرتعا لتدخلات خارجية مفضوحة لا تهتم بنشر قيم الديموقراطية والحرية بقدر اهتمامها بمصالحها الخاصة. فليست مشيخة قطر وأميرها حمد من سينشر الديموقراطية في سوريا أو في ليبيا.

أما الربيع العربي فأنا اعتبره ديناميكية داخلية حقيقية. هو حراك الحركات الاجتماعية لتحقيق مطالب شعبية مشروعة. وأقول حركات اجتماعية وليس أحزابا سياسية. إن ما يميز هذه الحركات كونها تتشكل من شباب غير مهيكلين سياسيا وأهدافهم واضحة وهي اسقاط النظام الذي لم يلبي احتياجاتهم الاجتماعية. لذلك أؤكد أن الذين ثاروا في تونس ومصر واليمن ليسوا أحزابا سياسية بل هم شباب دفعتهم الظروف الاجتماعية القاسية للثورة. وهم من لم يستفد إلى حد الآن من الثورة.

استثنيت ذكر الثورة الليبية والسورية؟

الحالة الليبية والسورية أكثر تعقيدا باعتبارهما أصبحتا محلا للتدخل الخارجي. في حين أن نظرية الثورة تركز في على ثلاث عوامل داخلية محددة في نجاح ثورة أو فشلها عبر التاريخ أي ما نسميه ب”الوضعية الثورية”:

أولا راديكالية المعارضة الشعبية ومطالبتها برحيل النظام بدل إصلاحه وهذا ما حدث في تونس عند نزول الشباب إلى الشارع وفي مصر واليمن كون المطالب الشعبية لا تريد إصلاحات إنما تريد رحيل النظام.

العامل الثاني هو تفكك النخب الحاكمة وانقسامها على نفسها هذا ما حدث في شكل واضح في تونس ومصر لكن في ليبيا كان بارز جدا. في سوريا اختلف الأمر. فالنظام بقي متماسكا ولم تتفكك النخب الحاكمة ولم تنقسم على نفسها ولم تحدث خيانات للنظام. لم نرى سفراء أو وزراء قدموا استقالتهم أو انقلبوا ضد بشار الأسد. لقد حافظ النظام على تماسكه. وبالتالي غاب هذا العامل في سوريا.

العامل الثالث المحدد لنجاح الثورات أو فشلها عبر التاريخ هو موقف الجيش. فحتى تنجح ثورة ما يجب أن تحدث عملية “حياد” المؤسسة العسكرية ورفضها قمع المتظاهرين أو “خيانة” هذه المؤسسة للنظام. اما اذا بقي الجيش مواليا للنظام فإن الثورة من المستحيل أن تنجح. هذا ما حدث في تونس حيث رفض الجيش الانصياع لأوامر بن علي. وحدث نفس الشيء في مصر. أما في ليبيا فقد اختلف الوضع حيث انقسم الجيش على نفسه بين موالى و منقلب على النظام. وفي سوريا بقى الجيش متماسكا ومدافعا عن النظام منذ اليوم الأول نظرا لطبيعته العقائدية الشبيهة بالنمط السوفياتي أو الماوي الصيني، حيث أن الضباط هم أيضا أعضاء في الحزب الحاكم.

هل نستنتج من هذا أن الثورة في سورية لن تنجح؟

في الأزمة السورية، باعتبارها ليست ثورة بعد، لم يتوفر عاملان أساسيان في الوضعية الثورية وهما عدم تفكك النخبة الحاكمة وعدم تخلي الجيش عن السلطة وحتى العامل الأول كون النظام فقد شعبيته كلية لسنا متأكدين منه، لأن ثمة هناك ضبابية إعلامية كبيرة جدا.

عمليا: النظام السوري في صدد الانتصار لأن ما حصل في سوريا هو احتجاجات سلمية في البداية احتضنتها واستغلتها الدول الخارجية لزعزعة الأمن السوري. يجب أن نميز بين الاحتجاجات السلمية كالتي حدثت في مصر و في تونس وبين ما يحدث اليوم في سوريا الذي هو في أكثره عبارة عن أنشطة عسكرية استخبارية خالصة بتمويل سعودي وقطري وبإشراف أمريكي. حتى واشنطن اعترفت بوجود عناصر القاعدة تقاتل النظام والروس قالوا بوجود حوالي 15000 إرهابي دولي من ليبيا وغيرها في سوريا. هي جماعات مسلحة تسعى لزعزعة الأمن الداخلي وإسقاط النظام.

أضيف أن الثورة تنجح حينما تجتاح العاصمة ولا تبقى حبيسة مدن أو قرى الأطراف. وفي سوريا لم تصل الثورة بعد إلى العاصمة دمشق.

هل تعتقد أن الأزمة السورية كان مخطط لها أم أنها مجرد استغلال لتلك الاحتجاجات السلمية؟

بالنسبة لسوريا هناك رغبة غربية لتغيير النظام و ليس لإنجاح ثورة لأنه من الظاهر أن واشنطن تستهدف الانظمة الممانعة والتي كانت تشكل جبهة الصمود والتحدي بداء بصدام حسين تم القذافي والآن بشار الأسد ومن الممكن أيضا استهداف الجزائر.

من برأيك المسؤول الحقيقي عن ما يحدث في سوريا؟

عراب هذه المحاولات هي واشنطن باعتبارها الوحيدة التي تملك الإمكانيات والملفات والأهداف في هذه المنطقة. لكن هذه المرة الولايات المتحدة الأمريكية تعيش عجزا اقتصاديا حقيقيا وديونا متراكمة لذلك فإنها غير مستعدة لدفع فواتير هذه الحروب. فالحرب على القذافي والحرب ضد صدام حسين أو ضد سوريا يدفع ثمنها دائما دول الخليج. وبخاصة السعودية وقطر. لأن المواطن الأمريكي، دافع الضرائب، يحاسب إدارته على كل دولار تنفقه. وبالتالي هي عاجزة عن دفع هذه الفواتير الباهضة. لذلك يتم الاستنجاد بالدول العربية التقليدية لتدفعها وتمويل مخططات واشنطن. فكما كانت السعودية تمول في السبعينات و الثمانينات حروب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ضد الحركات اليسارية في أمريكا اللاتينية، فإن قطر تمول اليوم مخططات واشنطن في المنطقة.

بالنسبة للمؤامرة على سوريا، نذكر جيدا أن بندر بن سلطان لما كان وزيرا للأمن القومي في السعودية كانت له خطة سرية بتمويل المليارات من الدولارات لزعزعة الأمن السوري وذلك بدعم جماعات مسلحة وهابية ومن القاعدة لبث الفوضى داخل سوريا واكتشاف دمشق لهذه الخطة شكل أزمة دبلوماسية بين سوريا والسعودية. فلما أبلغ بشار الاسد الملك عبد الله بها فوجئ بأن الملك نفسه لم يكن يعلم بها وهو ما أدى إلى تجميد مهام بندر بن سلطان لسنوات.

لكن قطر تولت المسؤولية اليوم بتمويل هذه الحروب ضد النظام في سوريا بكل ما تملك من قوة إعلامية وبخاصة قناة الجزيرة التي أصبحت قناة تحريض ولم تعد قناة إخبار. كما استخدمت شيوخ الفتاوى الذين يعملون تحت أوامرها. فمثلا يوسف القرضاوي أفتى لها بقتل معمر القذافي وأفتى لتدخلات الحلف الأطلسي في ليبيا وسوريا. وقال الشيخ محمد العريفي الوهابي السعودي بوجود ملائكة على جياد بيض تقاتل ضد سوريا… النتيجة أن المواطن العربي بدأ يفهم ويدرك هذا المخطط ويزدري فتاوي شيوخ السلاطين السياسية. اليوم ثمة مجزرة إسرائيلية في غزة: فأين ملائكة محمد العريفي على جياد البيض لتتدخل؟ أين فتوى القرضاوي للطيارين القطريين الأشاوس لقصف تل أبيب حماية لشعب فلسطين مثلما فعل ضد طرابلس؟ أين مؤتمر أصدقاء فلسطين؟ أين آل سعود وآل ثاني وعرعور والقرني والعبيكان؟؟؟

ما هي الاهداف السياسة لقطر وما هو المقابل من أمريكا لهذا التمويل القطري؟

لا توجد أهداف سياسية لقطر. إنما هي تمول و تدفع فقط مقابل حماية آل ثاني وضمان بقائهم في عروشهم. حيث يبدو أن هناك مخطط لتقسيم السعودية وإعادة صياغة الخريطة في منطقة الخليج العربي. وقطر يأتي تخوفها هذا من كونها ليست دولة ديمقراطية ولا دولة عسكرية قوية لذلك تلتجئ للحماية الأمريكية.

فدول الخليج على رأسها السعودية و قطر تسعى بما تملك من وسائل لإثارة الفوضى في الجمهوريات العربية. وحيث ثمة ترويج كبير للنظام الملكي المطلق وكأنه أفضل من الجمهورية. لذلك نرى هذه الدول التي تسيطر اليوم على الجامعة العربية ترسل قوات درع الجزيرة لإخماد ثورة البحريين ولإفشال ثورة شعبية سلمية فيها ومن جهة أخرى ترسل طائرات لتقصف قوات القذافي لإنجاح ثورة. فمن جهة عندنا نموذج عسكري لإفشال ثورة شعبية سلمية وفي المقابل نموذج عسكري آخر لإنجاح ثورة مسلحة. هذا التدخل العسكري الخارجي هو من أجل تحقيق مصالح لا أكثر ولا أقل. فهذه الدول لا تتحرك من أجل الحرية و المبادئ الانسانية، إنما من أجل مصالحها والدليل على ذلك ما يحدث في الصومال هذا البلد الذي يعيش فقر ومجاعات وحروب أهلية منذ عشرين سنة ولا يفكر أحد في التدخل العسكري أو الإنساني أو الاقتصادي فيه.

لكن يبدو ان واشنطن بدأت تراجع خطتها ضد سوريا إثر صمود نظام الأسد. لأن الاعتداء على سوريا عسكريا ليس بعملية هينة فذلك سيؤدي إلى إطلاق العديد من الصواريخ السورية وصواريخ حزب الله على إسرائيل وعلى ابار النفط. والجيش السوري قوي ومتماسك.

نفهم من هذا ان ثمة استبعاد لحدوث تدخل عسكري دولي في سوريا؟

إن روسيا والصين والبرازيل وجنوب افريقيا والهند ودول كثيرة في العالم وصلت إلى قناعة أنه يجب إيقاف مخطط واشنطن بإعادة تشكيل منطقة الوطن العربي لمصالحها. ثمة معارضة خارجية واضحة خاصة أنه تم التلاعب بقرار مجلس الأمن رقم 1973 الذى ينص على إقامة منطقة حضر جوي في ليبيا. لكن ما حدث خرج كليا عن طبيعة القرار 1973. حيث قصف الحلف الأطلسي وأباد قطعات كثيرة من الجيش الليبي إضافة إلى قصف منشآت الهاتف والكهرباء والإرسال التلفزيوني وإلى حد مطاردة القذافي شخصيا وإصابة ركبه بصواريخ. الصينيون قالوا انه تم خديعتنا ولن نكرر السيناريو مع سوريا. وكذلك قرار الفيتو الروسي كان محتملا. لكن ردة الفعل الصينية القوية كانت غير متوقعة لأن الصين أقرضت الخزانة الأمريكية آلاف المليارات من الدولارات، واستخدامها للفيتو هو رسالة للعالم بأنها لم تعد تقبل النظام الأحادي الأمريكي.

لقد فاجأ النظام السوري قطر والسعوديين والولايات المتحدة الأمريكية بصموده. وتعيش الدوحة والرياض اليوم حالة رعب حقيقي لعدم سقوط هذا النظام. وسينعكس الأمر عليهما مباشرة. ومن الاحتمالات الممكنة أن يضحى حمد بن خليفة آل ثاني بابن عمه حمد بن جبر ويخرجه من الحكم وذلك ليمتص غضب السوريين لأن معظم التصريحات النارية ضد سوريا كانت صادرة عن حمد بن جبر آل ثاني. أما السعودية فهي تعيش اليوم مثل آخر أيام الاتحاد السوفياتي : قيادة هرمة جدا مقطوعة عن الشعب وبخاصة عن الشباب ومتورطة في الشأن السوري حتى النخاع.

قلت أن الجزائر مستهدفة أيضا، كيف سيكون هذا الاستهداف برأيك خاصة وأن الإدارة الأمريكية تعتبر أن الحالة الجزائرية حالة استثنائية، نظرا لتصريحات مستشار هيلاري كلينتون بعد زيارتها الأخيرة للجزائر ؟

الحقيقة أن الحالة الجزائرية حالة استثنائية، لذلك من المستحيل قيام ثورة مثل النموذج الليبي أو السوري في الجزائر. و ذلك لأن الثورات السابقة تم فيها شخصنة العدو أي انها كانت تطالب بإسقاط الرئيس الذي يقف على رأس النظام، لكن في الجزائر لا يتوفر هذا العامل باعتبار شخصية الرئيس بوتفليقة تحضى باحترام و قبول بين أوساط الشعب، حتى وإن ظهرت مطالب كبيرة برحيله اعتقد أن بوتفليقة سيستقيل او يظهر عدم رغبته بالترشح مرة أخرى.

الجزائر أيضا دولة مؤسسات والمؤسسة العسكرية تعتبر العمود الفقري للجزائر لذلك من الصعب قيام ثورة ضد مؤسسة عسكرية.

وأهم شيئ أن الجزائريين وطنيين لأنهم عاشوا أكبر تجربة كفاح ضد المستعمر. فمن هو الجزائري الذي سيقبل بقصف طائرات قطرية لمدنه؟ من هو الجزائري الذي سيقبل بفتوى ليوسف القرضاوي للحلف الأطلسي بقصف مدن الجزائر ووهران وعنابة وقسنطينة…؟

الجزائر حاليا تقوم بالعديد من الإصلاحات ومن الواجب تعجيلها. ثمة أيضا انتخابات ومؤسسات و برلمان، ومع الإقرار وجود الكثير من الثغرات، لكن هناك تنفيس يحدث عبر ديناميكيات سياسية وإعلامية. لا علاقة للجزائر بأنظمة سياسية منغلقة كالسعودية أو قطر.

و ما يساعد الجزائر أكثر كونها دولة ثرية ولديها فائض مالي يقدر ب150 مليار دولار على الأقل في عالم فيه الكثير من الدول العاجزة وهذا الفائض سيساعدها على استيعاب الصدمة الاجتماعية التي تفجر الاحتجاجات.

هناك من يشكك بوجود أحزاب إسلامية جزائرية ذات تمويل قطري ؟

ثمة تنظيم يسمى نفسه – الاتحاد الدولي للعلماء المسلمين- بقيادة يوسف القرضاوي وهو يعتمد على تمويل قطري وينظم تحت لوائه حركات الإخوان المسلمون ومهمته إيصالها الى السلطة في كل مكان في الوطن العربي وعبر دعم أمريكي واضح .

مقابل ذلك ثمة التيار الوهابي الذي يعيش صراعا حادا مع حركات الإخوان المسلمين بل هو في حرب شاملة ضدها. وهو من تمويل سعودي ويعمل في إطار تنظيم دولي اسمه الرابطة الاسلامية العالمية. وهو ما يعكس الحرب الباردة بين قطر والسعودية وصراعهما الدائم والطويل.

و لكل تنظيم شيوخه وفضائياته وأمواله الطائلة ودعاته. وأحيانا تشتد الصرعات بينهما فتصل إلى التلاسن بين الشيوخ. فالقرضاوي يهاجم عبد الله بن جبرين والألباني يهاجم القرضاوي وهكذا… ومثال على ذلك وفي إطار هذا الصراع صرح راشد الغنوشي، وهو محسوب على قطر والقرضاوي وممنوع من دخول السعودية وسبق طرده منها، بان السعودية مهددة بثورة داخلية لعدم استجابة حكامها لمطالب شعبهم فانقض عليه شيوخ السعودية بالهجوم والتجريح وكذلك إعلامهم. إن تصريحه لمعهد واشنطن للدراسات عكس بوضوح مدى صراع إستراتيجية قطر ضد الإستراتيجية السعودية.

اذا نحن أمام نوعين من الحركات الإسلامية : الحركات الإخوانية المدعومة من قطر ضد الحركات الوهابية السعودية.

واشنطن اختارت الحركات الإخوانية و التعامل معها. وذلك لتقسيم الخليج والتخلص من الوهابية وتقسيم السعودية الى دويلات ودليل على ذلك تسرب التسجيلات بين القذافي والشيخ حمد آل ثاني التي قال فيها صراحة أنه يسعى لتقسيم السعودية و أخذ جزء منها. كذلك تسجيل محادثات عمر سليمان مع القذافي الذي بين إستراتيجية واشنطن في إسقاط الأنظمة العربية الحالية وتعويضها بحركات الإخوان المسلمين … هذه التسجيلات تعتبر ثورة معلوماتية خرجت من أجهزة مخابرات القذافي حيث أرسلها الراحل إلى مشعان الجبوري صاحب قناة الرأي في سوريا وهي الآن في أيدي الأجهزة السورية التي تقوم بتسريب بعضها عبر اليوتوب. هذه التسجيلات أهم من ويكيليكس ولكن يتم محاصرتها بشدة من قبل الإعلام السعودي والقطري لأنها توضح كل شيئ… كيف يفكر الحكام العرب وما يخططون له في الكواليس.

 

التصنيفات
رئيس التحرير سري جدا فتاوي التقدمية

رياض الصيداوي: الجزائر حالة خاصة وشعبها يسخر من قطر وأميرها وقناتها

 

المتتبع للشأن الجزائري والعارف بخباياه لن يقصر ذهنه عن بداهة أن صناديق الاقتراع الجزائرية لن تفرز البتة نتيجةً كتلك التي أفرزتها بلدان ما يُسمى بالربيع العربي، بمجموع مقاعد لم يتجاوز تعدادها التسعة والخمسين مقعداً على 462 مقعداَ برلمانياً ممكناً، تكبدت الأحزاب الدينية في الجزائر هزيمةً قاسيةً، على الرغم من انضوائها تحت لواء ائتلاف “الجزائر الخضراء”، فيما رجع السواد الأعظم من التمثيل البرلماني إلى حزب جبهة التحرير الوطنية وحلفائه التقليديين. الأحزاب الإخوانية التي اعتلت سدة الحكم هنا وهناك في دول المنطقة، اشرأبّت أعناق قادتها نحو الجارة الجزائرية علّها تظفر بعمق استراتيجي لا يُقدّر بثمن، لكن حساب الحقل أمر، فيما حساب البيدر أمر آخر تماماً…

لماذا لم تأت نتيجة الانتخابات التشريعية الجزائرية بأمر مفاجئ؟ الأسباب عديدة وشديدة الموضوعية. الدكتور رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية و باحث مختص في الشأن الجزائري يخصّ “إيلاف” بذكر بعض منها: “الخصم العتيد لحزب جبهة التحرير الوطني كان الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وقد تم اختراق هذا الحزب من قبل الأجهزة الأمنية، ووقع إبعاده عن الساحة السياسية خاصةً وأن جزءاً منه مارس الإرهاب بشكل شنيع في الجزائر” على حد قوله. ليذكّر بعد ذلك بأن الإسلام السياسي في الجزائر استنفذ نفسه بعد عشرية التسعينات الحمراء لأنه التجأ إلى الإرهاب والقتل والذبح والتكفير وإلى ما يسمى بالعنف الاجتماعي أو الإرهاب الاجتماعي، وهذا يحدث الآن في تونس ومصر: أن تعتدي على الناس بسبب أكلهم وشربهم ولباسهم وسلوكهم، يؤدي ذلك إلى كره أغلبية الناس لهذه الأحزاب ويُطلق عليها في علم السياسة بالتيارات الكليانية، يعني أنها ليست أحزاباً سلطويةً فحسب مثل حزب البعث في سوريا والتجمع الدستوري سابقاً في تونس:”هذه الأحزاب لا تمارس الدكتاتورية السياسية فقط وإنما أيضاً الدكتاتورية الاجتماعية والثقافية والدينية فتُرهب المثقفين والنقابيين وعامة المواطنين لأنها تفرض نمطاً معيناً للحياة وترفض الآخر وتعتدي عليه في حياته اليومية”. ثم إن المأساة الجزائرية ما زالت حاضرةً في الأذهان بعدما أدت إلى خسائر بشرية تقدر بـ 200 ألف قتيل وأخرى مادية تصل إلى أكثر من 100 مليار دولار إلى جانب انحسار دور الجزائر على الصعيد الدولي والسياسي والاقتصادي: “أدى ذلك بالشعب الجزائري إلى اخذ مسافة عن الأحزاب الدينية المتشددة” حسب رأيه.


كما يشير الباحث إلى أن أحد أسباب هزيمة الأحزاب الإسلامية في الجزائر، التي شكّلت قائمة “الجزائر الخضراء”، أن هذا الائتلاف تشكّل من أحزاب إسلامية متصارعة في ما بينها، اهترأت من ممارسة السلطة لأنها كانت شريكاً في الحكم الجزائري و كانت ممثلةً بوزراء لأكثر من 15 سنة في الحكومات الجزائرية المتعاقبة: ” هي ليست أحزاباً راديكاليةً معارضة حُرمت من ممارسة السلطة فتسحر الناس بخطابها و بوعودها، الناس يعرفونها،هذا هو الفرق بين حزب النهضة و الإخوان في كل من تونس ومصر وبين الأحزاب الدينية الجزائرية. ما حدث هو ما يسميه ماكس فيبر (نهاية الانبهار) وهذا منتظر من كل الحركات الدينية التي تصل إلى السلطة إذ سرعان ما يتنبه المواطن إلى أن هذه الحركات لن تُحدث المعجزة المنتظرة وأنها أحزاب ككل الأحزاب بل ربما أسوأ. ما حدث في الجزائر هو انطفاء تلك الهالة المقدسة للأحزاب الدينية” يقول الخبير.

انسحاب الحرس القديم… والمؤسسة العسكرية عمود فقري للدولة الجزائرية

ثم يعود الدكتور الصيداوي ليشير إلى أن الاستثناء الجزائري يعود لمعطى شديد الأهمية، ألا وهو أن جبهة التحرير الوطني جددت نفسها من الداخل وهي ليست الحزب نفسه الذي خاض الانتخابات في سنوات التسعين، والذي كان مكروهاً من الشعب حين كان يمارس الحكم بمفرده فكان المواطن الجزائري يحمّله مسؤولية كل ما يحدث في البلاد: “القيادات التاريخية لجبهة التحرير الوطنية بدأت بالانسحاب إما للوفاة الطبيعية لكبر السن أو بالتقاعد وهي القيادات التي شاركت في حرب التحرير الوطني، لأن الجبهة الوطنية تستمد شرعيتها التاريخية من حرب التحرير الوطني 1954-1962. الحزب الحاكم في الجزائر شارك الآخرين في السلطة، القيادات الجديدة هي قيادات شابة وقد بدأ الحرس القديم بالانسحاب مسلّماً مواقع القرار للشباب على عكس ما حصل في دول المنطقة. أضف إلى ذلك أن المؤسسة العسكرية الجزائرية، وهي العمود الفقري للدولة الجزائرية، انتهجت السياسة نفسها فجددت نفسها أيضاً والجيش الجزائري اليوم وهو الجناح العسكري لجبهة التحرير الوطنية، يقوده الجيل الثالث من الضباط.

المراقبون الدوليون لم يشيروا إلى وجود تزوير وفظاعات التسعينات ما زالت في البال

وكتعليق على أصوات تحالف “الجزائر الخضراء” التي سارعت إلى رفض نتائج الانتخابات متعللةً بالتزوير، يذكّر الخبير بأن الانتخابات أشرف على مراقبتها مراقبون دوليون، كما حصل في تونس و مصر وهم إلى حد هذه اللحظة لم يقدموا أية تقارير تشير إلى تزوير: “ربما تحدث بعض التجاوزات في بعض القرى والأرياف علماً ان سوسيولوجية الريف الجزائري تشير إلى محافظة هذا الأخير على ولاء تقليدي وغير عادي لجبهة التحرير الوطنية، التي اعتمدت على الفلاحين في مكافحة الاستعمار الفرنسي على عكس الحركات الإسلامية التي هي حركات مدينية ظهرت بظهور ضواحي الفقر التي تكاثرت بعد سياسة التصنيع في الجزائر وحركة النزوح في الستينات. لذلك لا يمكن الحديث عن تزوير دون تقديم حجج وبراهين…”.

ويشير الدكتور الصيداوي بأن هزيمة الإسلاميين في الجزائر تعود في ما تعود إلى الذاكرة الشعبية الجزائرية التي ما زالت مثخنةً بذكريات التسعينات الأليمة:” غالبية الجزائريين يحمّلون الإرهاب الذي حصل للإسلام السياسي الذي مارس القتل والابتزاز على التجار في حياتهم اليومية وعلى البنات وذبح النساء لمجرد عدم ارتدائهن الحجاب والنقاب في القرى والمدن وهذا ما خلّف جروحاً لدى المواطن الجزائري ومحاذير ومخاوف جمةً، ثم إن النظام في الجزائر استفاد من ارتفاع أسعار المحروقات وهو من بين الأنظمة القليلة في العالم الذين يمتلكون فائضاً نقدياً هائلاً. واليوم تتمتع الخزينة الجزائرية بفائض نقدي يساوي حوالى 150 مليار يورو وهذا مبلغ ضخم جداً في عالم يشهد أزمةً حادةً ما أفضى إلى نوع من الالتفاف حول القيادة الحالية”.

السايكولوجيا الجزائرية وقطر…


تجربة الجزائريين مع الأحزاب الدينية في التسعينات كانت مريرة

وقد عرّج الخبير على معطى هام لا يخفى على أحد، معترف به على رؤوس الأشهاد حين يتعلق الأمر بالحديث عن الانتخابات التي حصلت في تونس ومصر والمغرب وغيرها، ألا وهو تدخل دولة قطر بثقلها المالي والدبلوماسي في البلدان المذكورة: ” نحن أمام إشكال حقيقي، نحن أمام دولة تتدخل بشكل صريح وواضح في شؤون الدول العربية الأخرى عبر إمبراطورية إعلام وعبر تنظيم عالمي أسمته (الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين) يرأسه القرضاوي وقد استثمرت مبالغ ضخمة جداً على حساب المواطن القطري في دعم الحركات الإخوانية. المشكلة أن قطر ليست دولة ديمقراطية وقد أرادت أن تتدخل في الجزائر عبر قائمة (الجزائر الخضراء) التي ذهب مسؤولوها إلى قطر كما ذهب الغنوشي زعيم حركة النهضة في تونس وغيرهم…في الجزائر كانت هناك ردة فعل الوطنيين، فالسايكولوجية الجزائرية مختلفة عن بقية السايكولوجيات في المنطقة، بأنها شديدة الفخر بمعركة التحرير الوطني و بأنه لا أحد منّ عليهم بشيء أبداً و بالتالي هناك سخرية من قطر حتى أن البعض يسمي الثورات العربية بثورات قطر. الجميع في الجزائر يعتقدون أن فتاوى القرضاوي وقطر لا مكان لها في بلادهم باعتبار أنها دولة لا يمكن أن تقدم دروساً في الوطنية و لا في الديمقراطية و لا في حرية الإعلام ولا غيرها على حد قول الدكتور الصيداوي.

ويختم الخبير حديثه بأن هناك مدّا للحركات الإخوانية والسلفية، لكن هذا المدّ سيواجه بامتحان ممارسة السلطة: ” تعيش الحركات الإسلامية اليوم من وجهة نظر فلسفة التاريخ، دورتها التاريخية، تماماً كالشيوعية و القومية العربية في الستينات وحركات التحرر الوطني في الخمسينات ومع ممارسة السلطة يبدأ الاضمحلال ويظهر الفرق بين الواقع و المُثل و الوعود وأن هؤلاء ليسوا ملائكة بل هم سياسيون فيهم الانتهازي و فيهم من يبحث عن مصالحه الخاصة إلى غير ذلك”.
مهدي بن رجب – إيلاف – الجزائر:

مدونة رياض الصيداوي http://www.riadh-sidaoui.blogspot.com/

التصنيفات
رئيس التحرير شيوخ و فضائيات فتاوي التقدمية

التقدمية كشفت بطلان الفتاوى السياسية التي يصدرها شيوخ لخدمة ملوكهم وأمرائهم: رياض الصيداوي في حواره مع سويس انفو

لا يتردد رياض الصيداوي مؤسس صحيفة “التقدمية” الألكترونية في جنيف في القول بأنه يعتبرها من الظواهر التي تمهد لـبروز “إعلام بديل”، بعيد عما يصفه بـ “النفاق” و “شراء الذمم بالمال” في زمن ثورات الربيع العربي. وفي معرض تعريفه لها، يقول مؤسسها ورئيس تحريرها في حديث مع swissinfo.ch: “إن صحيفة التقدمية التي أسست قبل عام ونصف (بداية 2011) وفقا للقانون السويسري، والمرتبطة بمشروع المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية، كما يُفهم من عنوانها، تندرج في إطار الإعلام البديل، أي انها ليست من الإعلام الرسمي، ولا الإعلام شبه الرسمي مثل الجزيرة والعربية. وتحترم في نفس الوقت الضوابط المهنية المتعارف عليها، ولا تسقط في السفاسف أو الشتائم او الحملات الإعلامية”.

وبالنسبة للسبب الكامن وراء اختيار اسم “التقدمية”، يشرح الصيداوي أنه يأتي في سياق “نشر الديمقراطية، وتحرير المرأة العربية، ونشر إسلام عقلاني يتصدى لهذه الثقافة الجديدة التي أنتجها البترودولار، أي ثقافة الفتاوي الملكية”، على حد تعبيره.

وبخصوص الشعار الذي ترفعه “التقدمية”، والمستند للآية القرآنية رقم 34 من سورة النمل، يشير الصيداوي إلى أن الموقع يحمل “تصورا حضاريا للإسلام وللعروبة وللحياة الاجتماعية” كما أنه “على عكس هذا التجاذب بين العلماني اليساري التقدمي من جهة، والإسلامي العربي من جهة أخرى. بل يجمع الإثنين، بمعنى التوفيق الفعال”.

شيوخ صادقون وشيوخ منافقون

من حيث الأبواب التي تتطرق لها التقدمية يقول رياض الصيداوي: تتطرق لمواضيع يمكن القول أنها من المسكوت عنها في الإعلام العربي الرسمي، مثل فتاوي التقدمية. وهو باب يشرف عليه أستاذ دراسات إسلامية ويُصدر مجموعة فتاوى تتصدى لظاهرة تشويه الإسلام كالفتاوى المتحجرة من نوع منع المرأة من قيادة السيارة ، أو تحريم الفن التشكيلي، أو تحريم لعب كرة القدم، أو تحريم تصفح المرأة لصفحات الإنترنت بدون وجود محرم”. انظر الفيديو التالي

فهي تقدم في نظره “فتاوى تواكب العصر ، وتنطلق من مفهوم لا كهنة في الإسلام، ومن هذا المنطلق من حق كل مجتهد ان يدلو بدلوه”. وتعمل التقدمية على ” تصنيف شيوخ الفضائيات الجدد وتبين للقارئ، رغم ان ذلك يصدم، أن هؤلاء يندرجون في إطار السلطة الملكية الثرية الجديدة التي اشترت بأموالها الإعلام والصحفيين واشترت في نفس الوقت الشيوخ ووظفتهم لصالحها”.

ويذهب رياض الصيداوي الى حد أن هؤلاء يرغبون في إعطاء صورة عن أن “الجمهورية رديئة في حين أن الملكية هي المفضلة في الإسلام”. ويقول “هذا خطأ أساسي جوهري لأن الإسلام اقرب الى الجمهورية بل هو جمهوري ديمقراطي باعتبار ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن لا ملكا ولا ولي عهد”.
الربيع العربي والإمبراطوريات الإعلامية الخليجية

يعتبر رياض الصيداوي ان التقدمية تعاملت مع كل ثورات الربيع العربي بإيجابية وبدون انتقائية. ويقول “صحيح تنبأنا بالربيع العربي وبثوراته وذهبنا في ذلك بعيدا بحيث كنا أكثر إنصافا لثورات أخرى لا يتحدث عنها أحد، او قليل التحدث عنها في الإعلام العربي الكبير مثل الجزيرة والعربية مثل ما يحدث في البحرين او ما يحدث في المنطقة الشرقية في السعودية، وسلطنة عمان الخ … كما تبنينا في التقدمية قضية شاعر قطري مسجون لمجرد كتابته قصيدة ولا يتحدث عنه أحد”.

وينتهي في انتقاده لهذا التجاهل لوسائل اعلام كبرى مثل العربية والجزيرة بقوله ” لاحظنا بأن ثمة انحيازا لهذه الوسائل الإعلامية العربية الكبرى وانها تكيل بمكيالين”. ويرى أن ثورات الربيع العربي ” بينت بأن هذه الإمبراطوريات الإعلامية القطرية والسعودية من جزيرة وعربية وغيرها، نسبة الحرية فيها تساوي الصفر، لأن الحرية تبدأ بما يُسمى في علم الإعلام بقانون القرب أي ان تبدا باقرب شيء أي ان الجزيرة من المفروض أن تبدا بما يحدث اولا في الدوحة قبل الاهتمام بما يجري في تونس او الجزائر او سوريا. ونفس الشيء بالنسبة للعربية “.

من هذا المنطلق تغطي التقديمة بعض المواضيع المحرمة والمنسية والمهمشة. وقد جاءت قبل الربيع العربي ثم اندرجت في الربيع العربي وهذا ما جعلها تحقق ، في نظر مؤسسها “نجاحا جيدا ومرضيا الى حد الآن يتمثل في حوالي 6000 زيارة يومية”.

تنويع اللغة والمحتوى

التقدمية التي بدأت باللغة العربية هي اليوم تصدر بعدة لغات مثل الإنجليزية والفرنسية. وهناك نية في توسيعها الى اللغة الألمانية والإسبانية.

وبخصوص الفتاوى السياسية يرى رياض الصيداوي ” أن التقدمية كشفت الفتاوى السياسية التي يصدرها شيوخ لخدمة ملوكهم وأمرائهم، مثل الشيخ يوسف القرضاوي الذي افتى للناتو بقصف ليبيا او بالتدخل العسكري في سوريا، في حين عندما يوجه له سؤال حول تقييمه للملك عبد الله في السعودية او لأمير قطر فإنه يصمت ويقول لم افهم السؤال”.

كما أن التقدمية تعتمد على النص والصورة وعلى الفيديو، وذلك ” كما يقول رياض الصيداوي “للتأكيد والبرهنة عما نقوله وحتى لا يكون مجرد شائعات او مجرد ادعاء على الاخرين “. ويشير الى ان قناة التقديمة على اليو توب “بلغ عدد زوارها المليون زائر”.

ومن الأبواب التي يقول رياض الصيداوي ان التقديمة تنفرد بها باب الوثائق “سري جدا” لأننا نتوصل بوثائق سرية جدا فنحقق من طبيعتها وننشرها كما هي”.

وعن ردود فعل الدول المعنية بهذه الوثائق يقول رياض الصيداوي” الدول التي تتسرب منها هذه الوثائق بإمكانها أن تتصل بنا وتبرهن أنها خاطئة فنسحبها. كما اننا نشرنا تسجيلا لداعية في تونس ارسله لنا للتهجم علينا ولم نتردد في نشره “.

وللتقدمية باب يعنى بحرية المرأة وحقوق الإنسان. وبهذا الخصوص يقول رياض الصيداوي “كل مواطن يشعر بأنه مضطهد يستطيع أن ينشر قضيته على اروقة التقدمية ليُسمع صوته”.

ومن المحرمات التي تتطرق لها التقدمية ركن “مخابرات عربية” إذ يقول رياض الصيداوي “قد يبدو ذلك صادما للقارئ العربي لكن من يعيش في واربا او في أمريكا يعتبر ذلك امرا عاديا جدا أن تكتب عن أجهزة الاستخبارات باعتبارها أنها مؤسسة مثل البرلمان او الجيش او الحزب الحاكم”. وعن إدراج هذا البند يقول ” نحن أخذنا هذا النهج غير المألوف لدى الإعلام العربي، وكسرنا هذا الصنف من التابوهات، وبدانا نكتب عن هذه الأجهزة التي تمثل العمود الفقري لأغلب ان لم نقل لكل الدول العربية “.

حتى السي إن إن

من حيث الاقبال على محتويات التقدمية يقول رياض الصيداوي ” بان هناك اقبالا عليها من كافة الدول العربية ومن الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا. وأن هناك مصالح مثل وزارة الخارجية الأمريكية، ووزارة الدفاع من المواظبين على الزيارة إضافة الى جامعات ومعاهد اوربية وأمريكية ترغب في معرفة بعض الحقائق المعتمدة على الحجة والدليل”.

وبالنسبة لاهتمام وسائل الإعلام يذكر رياض الصيداوي أن هناك “ترددا من قبل العديد من وسائل الإعلام التي تنقل عنها تارة بذكر المصدر واخرى بدون ذكر المصدر. وخص بالذكر وسائل إعلام دولية مثل فرانس 24 بل حتى موقع شبكة سي إن إن الامريكية باللغة العربية التي نقلت عن التقدمية نشرها بالحجج خبر أن المواجهات التي تمت بين مصر والجزائر بسبب مباريات كرة القدم كانت بتحريض من السعودية”.

ولكن التقدمية التي تحظى بمتابعة في كل الدول العربية، تعرف منعا في المملكة العربية السعودية. لكن مع ذلك يرى مؤسسها رياض الصيداوي أن “العدد الكبير من قراء التقدمية هم من بلدان الخليج. و حتى في المملكة العربية السعودية هناك من يدخل للتقدمية عبر البروكسي لأنهم محرومون من معرفة ما يحدث في بلدانهم”.

محمد شريف – جنيف-
swissinfo.ch

التصنيفات
رئيس التحرير فتاوي التقدمية

رياض الصيداوي في حوار ناري عن التطرف: حينما ينتهي البترول ستنتهي الوهابية

 لاشك أن مخاطر عديدة تهدد بلادنا في ظل اللغط المتزايد حول الغزو الوهّابي وحتى تنظيم القاعدة لبلادنا. رياض الصيداوي كشف أن هذه المعطيات ليست مجرد تخمينات إنما انبت على وقائع وحقائق ملموسة تكتشفونها من خلال حوار حصري مع مدير مركز البحوث العربية للدراسات الاستراتيجية السياسية والاجتماعية بجينيف رياض الصيداوي.

فسر البعض تباطؤ المجلس التأسيسي في صياغة الدستور بالصفقة التي عقدتها النهضة مع الولايات المتحدة الأمريكية المتعلقة بتركيز قواعد عسكرية بالجنوب التونسي من أجل شن هجومات على الجزائر فما هو تعليقك؟

لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقوم بإنشاء قاعدة عسكرية بالجنوب التونسي لشن هجوم على الجزائر، فهذا يدخل في إطار الفانتازيا السياسية لأسباب عديدة, ربما هي تفكر في تأمين منطقة المغرب العربي من القاعدة ومخاوفها التاريخية من تنظيم القاعدة بل ثمة علاقات حاليا بين أمريكا والجزائر، فوزيرة الخارجية ذهبت إلى الجزائر وطلبت مساعدتها في أحداث شمال مالي أي الجماعات الإسلامية المتطرفة الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة، ثمة نوعا من التنسيق خاصة بعد أحداث سبتمبر 2001 ، أمريكا تعتقد حسب سياستها كما يبدو أنها تراقب ما يحدث داخليا قد تغذي الصراع, قد تدعم أطراف ضد أطراف أخرى في إطار مشروع حول تقسيم الدول، دول تريد أن تسقط أنظمتها بقوة وبسرعة وبأي شكل ودول أخرى تحمي هذه الأنظمة.

أليست هذه سياسة المكيالين ؟

لاحظنا مع الثورة التونسية كانت هناك ثورات في عمان والآن ثمة ثورة في البحرين وفي السعودية تحديدا بالمنطقة الشرقية هناك أيضا تململ حتى في قطر ، إذن أمريكا لديها سياسية الكيل بمكيالين إن صح التعبير لحماية حلفائها التقليديين إلى حين، ربما تفكر لاحقا في تغيير المنطقة بأسرها ثم لديها أنظمة استهدفتها بشكل واضح خاصة سوريا وليبيا لاعتبارات تاريخية واعتبارات دولية، أما الحديث عن قاعدة عسكرية في الجنوب التونسي فهو أقرب إلى الفانتازية السياسية من الوقائع التي قد تسند بالعقل أو حتى الإمكانات، ولا أعتقد الجيش التونسي يلعب مثل هذه الألعاب، أو أن يتآمر بهذا الشكل على جارتنا الجزائر، فأنا أنفي كمحلل سياسي وعالم سياسة جملة وتفصيلا مثل هذه الفرضيات.

تنظيم القاعدة متمركز حاليا بالحدود التونسية الليبية وقد نصب مخيما هناك . ألا ترى أنه من غير المستبعد أن يدخل التراب التونسي دون أدنى مقاومة ؟

بالنسبة إلى ليبيا هي بؤرة توتر في المنطقة لماذا لأنه إلى حد الآن لم يتم تركيز جيش قوي قادر على فرض الأمن في البلاد كما هو حال الجزائر أو حتى تونس حيث كان الجيش في بلادنا عمود الثورة وقد حمى البلاد إلى حد الآن، في ليبيا هذا هو الإشكال الكبير أن الميليشيات المسلحة تمتلك أسلحة خاصة ولم تسلّم أسلحتها و الدولة لم يتم بناؤها و الجيش الوطني لم يكتمل وفي فوضى السلاح ينتشر الإرهاب والتطرف والذين يدعون إلى الجهاد والقتال وصل الأمر إلى قتل السفير الأمريكي نفسه في بنغازي، نعم في ليبيا يوجد توتر يفسر بهذه المعطيات.

أبو عياض وقبل تهريبه تحت حماية أمنية إلى الجزائر كان قد زار مخيمات تنظيم القاعدة فهل يمكن أن يشكل ذلك خطرا على تونس؟

بالتأكيد.. نحن لو عدنا إلى تاريخ الإسلام في تونس لوجدناه ارتبط بالجهاد ضد الاستعمار وفي منطقة المغرب الغربي أيضا من الدغباجي إلى البشير بن سديرة ورضا بن عكا والفلاقة كانوا يجاهدون ضد العدو الذي يحتل بلادهم مثل الشيخ سيدي عمر المختار وهو شيخ زاوية صوفي نفس الشيء في الجزائر بوعمامة ومقراني والأمير عبد القادر في المغرب عبد الكريم الخطابي أي الإسلام الصوفي والزيتوني في تونس وفي المنطقة العربية هو من تصدى للاستعمار وحارب من أجل تحرير البلاد. في نفس الفترة تقريبا كانت بريطانيا تؤسس لدولة قطر ودولة السعودية وهما دولتين في الوطن العربي وهابيتين، وبالتالي أسسهما الاستعمار البريطاني حسب ما ذكره أرشيف وزارة الاستعمار البريطانية ومذكرات مستر هامفر.. كيف ساعدت على إقامة هذه الدول، اليوم وهابية قطر والسعودية جزعون من الثورة التونسية التي أصبحت نموذجا في سلميتها وكيف أن الشعب المعزول سلاحا استطاع أن يسقط نظاما قويا، ثم إن هذه الثورة رفعت شعارات عميقة جدا “شغل حرية كرامة وطنية” وهذه الأنظمة إقطاعية جدا لا يوجد فيها أي مظهر من مظاهر الحرية والديمقراطية، في قطر تم اعتقال الشاعر محمد بن الذيب العجمي وحوكم بالسجن المؤبد لمجرد قصيدة امتدح فيها الثورة التونسية وسخر من أمراء الخليج وأمير قطر، فلا توجد أي ديكتاتورية في العالم حكمت على شاعر بالسجن المؤبد من أجل قصيدة باستثناء قطر، السعودية نفس الشيء أيضا تعيش ديكتاتورية مطلقة، ففي كلا البلدين توجد قواعد عسكرية أمريكية مثل قاعدة العيديد والسيلية في قطر وقاعدة الغارة الجوية الأمريكية في السعودية، وهذين الدولتين الوهابيتين تسخّر شيوخا وقنوات فضائية تنفق عليهم أموالا هائلة يريدون عبرها غزو الثورة التونسية وتدميرها في المهد، لأنها تهدد عروشهم، فما لا يعرفه التونسي أن الشعوب السعودية والقطرية مبهورة بالثورة التونسية وأن هناك حراك كبير جدا يريد أن يقلّد الثورة التونسية، فالمرأة السعودية تتمنى أن تصبح مثل المرأة التونسية ونفس الشيء المرأة القطرية تتمنى حتى عشر ما اكتسبته وحققته المرأة التونسية، نفس الشيء هذه الشعوب تتمنى أن ترى صناديق الاقتراع.

إذن صناديق الاقتراع “ثقافة” سياسية دخيلة على هذه الشعوب ؟

هذه الشعوب محرومة من صناديق الاقتراع لم ترها إلا في التلفزيون وبالتالي هي تتطلع إلى الديمقراطية. هذه الدول استثمرت مليارات كثيرة لتخريب التجربة الديمقراطية التونسية فأرسلوا شيوخهم وأدخلونا في متاهات وصراعات لا علاقة لنا بها وكثيرا ما تم كشف نفاقهم إذ أنهم ضد سوريا ونذكر مواقف شيوخهم كيف كانوا ضد صدام حسين وكيف أقتوا لقصف ليبيا وهم أيضا دائما يفتون لقصف الدول العربية وحين يتعلق الأمر بغزة وفلسطين ينسحبون تماما ويلوذون بالصمت هذا لا يعني أن السعودية ليس فيها شيوخ صادقين هناك أربعة آلاف شيخ وعالم دين لا نراهم في الفضائيات لأنهم قالوا كلمة حق, قالوا أين تذهب أموال البترول وقالوا أيضا أن تواجد العسكرية الأمريكية منافية للإسلام فتم سجنهم أو نفيهم أو إسكاتهم وعدم تمريرهم في التلفزيونات فالسعودية تدعي الدين وليس لها علاقة بالإسلام إذن إسلامنا في تونس زيتوني صوفي قاوم الاستعمار أما إسلامهم فقد صنعه الاستعمار.. هذا هو الفرق بيننا.

الوهابية غزت تونس وصارت تحارب الإسلام الزيتوني وهذا ما لاحظتاه من خلال سيطرتها على المساجد ما رأيك في هذه الظاهرة؟

هؤلاء يتحركون بالأموال الطائلة أعتقد أنه اختراق مالي لأن السعودية وقطر أنفقتا أموالا طائلة وضخمة ليس لبناء المصانع فلم يستثمروا طيلة حياتهم في هذا المجال وإنما لمحاربة هذا الإسلام السني المقاوم للاستعمار وتعويضه بشيوخهم الذين أثبتت التجربة أنهم دائما منافقين هي إذن داخل إستراتيجية ونحن في تونس لدينا الإسلام الصوفي وثمة مجموعات تنشط بأموال طائلة وهذا يمثل خطرا حتى على الأمن التونسي وهناك شباب مُغرر به بسيط تلقى تعليما بسيطا لم يستطع أن يستوعب التاريخ في نهاية الأمر يمكنكم أن تذهبوا إلى الأرشيف البريطاني لتفهموا كيف صنعت بريطانيا الوهابية السعودية والوهابية القطرية. نحن هدفنا حماية شبابنا وتوعيته والتعامل معه بشكل سلمي لإقناعه لأن أولئك الشيوخ من عبدة الأموال عندما ينتهي البترول ستندثر الوهابية.

– تونس – حاورته: لمياء سلام.

 

التصنيفات
رئيس التحرير سري جدا

قصة غريبة: كيف رفضت دعوة دكتاتور قطر للمناظرة مشترطا عليه إطلاق سراح الشاعر محمد بن الذيب العجمي والاعتذار له عن كل يوم سجن؟

قصة غريبة: كيف رفضت دعوة دكتاتور قطر للمناظرة مشترطا عليه إطلاق سراح الشاعر محمد بن الذيب العجمي والاعتذار له عن كل يوم سجن؟
بقلم رياض الصيداوي
حادثة غريبة حدثت لي الأيام القليلة الماضية سأرويها لكم. جاءتني مكالمة هاتفية على الجوال من رقم قطري لسيدة فرنسية جزائرية طلبت مني المشاركة في برنامج هي رئيسة تحريره اسمه “مناظرة”. http://www.munathara.com/

وطرحت علي أن اتخذ موقفا هل أنا مع: أن “داعش” تنظيم جاء لإنقاذ الأنظمة العربية أم لتهديدها وإزالتها. وذكرت لي أن البرنامج مستقل ويبث في فضائيات كثيرة مثل “البي بي سي” و”الجزيرة مباشر” وغيرها من القنوات. وأعطتني صفحة البرنامج على الأنترنت. ذهبت لأبحث في طبيعة البرنامج وبخاصة من وراءه ومن يموله لأن ذلك هام جدا بالنسبة إلي. وجدت أن مقر البرنامج هو تونس وعمان وواشنطن لكن دون أية أرقام هاتف أو فاكس أو عناوين. ويرفع البرنامج الشعار التالي:

“أهلاً بكم في مبادرة مناظرة

نحن أول منتدى نقاش عربي مفتوح للجميع
إنَ مبادرة مناظرة هو المشروع الأول والوحيد في الوطن العربي المتاح والمفتوح بالكامل أمام الجميع. تتمثل رؤيتنا بخلق منتدى نقاش مستقل، متجدد، منصف وتمثيلي بحيث تتاح الفرصة لأي شخص بالمشاركة وإبداء الرأي بغض النظر عن المركز الإجتماعي، الجنس، مستوى التعليم أو حتى مكان تواجده.”
واطلعت على بعض الفيديوهات فوجدت بعض الأشخاص أعرفهم مثل سهام بن سدرين والسلفي الوهابي المغربي الفزازي … وشخصيات أخرى لا أعرفها. لكن لا توجد أية إشارة لمن يمول أو للعنوان التفصيلي لمقر البرنامج وأرقام هاتفه.
واتصل بي هاتفيا شخص آخر من تونس ليرتب لي موعد التذكرة والفندق وهو بخمسة نجوم واسمه L a Maison Blanche وهو في قلب العاصمة. للأمانة هو تونسي طيب جدا من خلال صوته ويعرفني إعلاميا ويحترمني.
ثم جاءتني ثلاثة رسائل بريد إلكترونية من رئيسة التحرير من الدوحة باللغة العربية ومن الأخ التونسي باللغة الفرنسية ومن سيدة أجنبية باللغة الأنجليزية تريد أن تعرف موعد التذكرة الذي يناسبني. رئيسة التحرير خاطبتني أكثر من مرة بالهاتف حول الموضوع.
الشك طريق اليقين
في الأول كنت مجاملا رحبت بالمبادرة بالهاتف إلى أن أدرس الموضوع لأن شكا كبيرا امتلكني وأنا أرى أن أول مكالمة هاتفية جاءتني من قطر ومن سيدة تكلمني باللغة الفرنسية. فما دخل الدوحة وقطر في برنامج مقره عمان وتونس وواشنطن؟
وللأمانة أيضا أنا أدعى تقريبا شهريا إلى تونس من جمعيات تونسية معروفة لأعطي محاضرات عن الربيع العربي وبخاصة عن سوسيولوجيا الإرهاب وداعش. وهي دائما فرصة لي للحضور في القنوات التونسية ورؤية الأصدقاء…
وأنا العقلاني في تفكيره لكن أيضا حدسي في تعاملي مع الآخرين، أحسست أن في الأمر “إن” وغيرها… فالجميع يعرف معركتي مع الدكتاتوريات العربية الرجعية الملكية الإقطاعية المطلقة وعلى رأسها نظامي آل سعود وآل ثاني. وأنا من قلت “أن الشعب القطري لا يشاهد صناديق الانتخابات إلا في التلفزيون”. ومن كشف في ندوات علمية كثيرة وفي برامج تلفزيونية أن قناة “الجزيرة” هي قناة دكتاتور من العصر الحجري يشرف عليها ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتخريب الوطن العربي واستهداف الجمهوريات الوطنية. وأنا من ساهم مع آخرين في كشف حقيقة يوسف القرضاوي كمرتزق دولي تم وضعه على رأس تنظيم اسمه “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” صنعه وموله دكتاتور قطر كما صنع “الجزيرة” وكما استضاف قاعدة “العديد” الأمريكية الجوية مجانا بل ومولها بنسبة ستين بالمائة. ووو…
وكان يجب علي أن اتخذ القرار بسرعة لأن المناظرة ستكون يوم 3 أكتوبر 2015. وحتى أقطع الشك باليقين أرسلت رسالتين إلكترونيتين واحدة للأخ التونسي وأخرى للأخت الجزائرية في قطر وفكرت إن كنت مخطأ في تقديراتي فسيتصلان بي فورا لتصحيح سوء ظني وطمأنة حدسي وهذا نص الرسالة:

“سيدي / سيدتي
بعد بحثي وتأكدي أن برنامج مناظرات هو من تمويل دكتاتورية قطر… لا يمكنني المشاركة في إعلام دولة تضع شاعر الربيع العربي محمد بن الذيب العجمي في غياهب السجون بسبب قصيدة “كلنا تونس الياسمين”. إن لي التزاما أخلاقيا مع عائلته وبخاصة أبنائه الأربعة. فالمطلوب أولا هو إطلاق سراحه والاعتذار له عن كل يوم سجن وفيما بعد يمكن أن أقبل المناظرات والحوارات. هذا هو شرطي. إطلاق سراح محمد بن الذيب العجمي فورا والاعتذار له عن كل يوم سجن.
رياض الصيداوي / رئيس اللجنة الدولية لإطلاق سراح الشاعر محمد بن الذيب العجمي من زنازين دكتاتور الدوحة”.
تاريخ الرسالة هو 21 سبتمبر 2015. ولم أشأ أن أدخل السيدة الأجنبية في صراعات العرب فلم أجبها.

لم يعد شكا بل أصبح يقينا

انتظرت وانتظرت ولا من مجيب. لا عبر البريد الالكتروني ولا عبر المكالمات الهاتفية وما أكثرها قبل رسالتي. صمت مطلق كصمت القبور. لا شيئ. لا حياة لمن تنادي…
يشهد الله أنني متعاطف مع الأخ التونسي والأخت الجزائرية فالمثل التونسي ينطبق عليهما “الخبزة مرة”. لكن ماذا يريد مني دكتاتور قطر؟ فقد دعاني كثيرا قبل ذلك ورفضت دعواته منذ انطلاق ربيع الخراب الوهابي القطري.

طلبني فيصل القاسم منذ أشهر لأشارك في برنامج في لندن وليس في الدوحة لأدافع عن الجيش العربي السوري. ورفضت. سوريا لا تحتاج لقناة دكتاتور قطر للدفاع عنها.
طلبتني صحافية تونسية من قناة “الجزيرة” ذكرتني بأنها درست في معهد الصحافة وعلوم الإخبار في تونس لأشارك في حوار فقلت لها بالحرف الواحد أنني أقاطع الجزيرة وأخواتها وأرفض رفضا قاطعا الظهور في الإعلام الإسرائيلي والسعودي والقطري وأبلغي كل مسؤولي القناة ورؤساء تحريرها بذلك.
ورغم ذلك تمكنوا دون علمي من نقل مباشر لمحاضرتي كاملة باللغة الفرنسية عن “الربيع العربي” في مبنى الأمم المتحدة بجنيف على قناة “الجزيرة مباشر”. وترجموها فوريا للعربية. كانت مجموعة من المصورين يغطون المحاضرة ولم أر “لوغو” الجزيرة.
ماذا يريد مني دكتاتور قطر؟ هل أتخلى عن محمد بن الذيب العجمي وأبنائه الأربعة وأهله الذين اتصلوا بي؟ هل أتخلى عن شاعر الربيع العربي الحقيقي لأذهب إلى الإعلام المزيف، إعلام الدكتاتوريات والقواعد العسكرية الأجنبية؟
لماذا كل هذا الإلحاح وهذا اللف والدوران؟ اعتقد: إن سقطت مرة واحدة فقد سقطت إلى الأبد.
هل تشترى الحرية والديموقراطية؟

صحيح أن آل ثاني اشتروا الكثير من العباد عربا وعجما. اشتروا نادي “باريس سانت جارمان” لكرة القدم واشتروا تنظيم كأس العالم من رئيس الفيفا سيب بلاتر وهو الآن في التحقيق القضائي بسبب رشاوي دكتاتور قطر وغيرها.
واشتروا شيوخا وكهنة على رأسهم يوسف القرضاوي الذي افتى فتوى شرعية للحلف الأطلسي بقصف طرابلس ودمشق.

واشتروا محمد هنيد الذي تنتابه موجة هيستيريا كلما جاء دوره للدفاع عن المعجزة القطرية ووصل به الأمر إلى شتم الشعب التونسي واتهام ابن بلده الذي كان محتجزا في قطر محمود بوناب بأنه لص…
واشتروا أبو يعرب المرزوقي الفيلسوف التونسي التجمعي سابقا ثم حليف النهضة ثم شاتما لها لأنها لم تمكنه من وزارة ثم حليفا للمنصف المرزوقي ثم معاديا له في الدور الثاني من الانتخابات بعد أن تأكد أن حظوظه ضعيفة… وهو الآن يدافع باستمات عن ابن تيمية والوهابية ويدعو الشباب للجهاد في سوريا في سبيل إسرائيل وآل ثاني وآل سعود والعديد والسيلية… وكله بثمنه. والله أعلم ماذا فعلوا مع الرئيس المنصف المرزوقي هل “سحروه” في فندق شيراتون الدوحة ليهدد شعبه بالويل والثبور لأنه يتجرأ على التطاول على دكتاتور قطر بينما محمد بن الذيب العجمي شاعر الثورة التونسية يئن في زنزانة غير بعيدة عن الفنادق الفخمة جدا في الدوحة…
لكن هل يمكن شراء الحرية والديموقراطية؟ هذه قيم ومثل عليا وليست “كبسة”، أكلة خليجية شهيرة وهي خليط من الرز واللحم تطبخ وتأكل؟ لا يمكن شراء القيم والمثل كما لا يمكن شراء إلا الرخيص من البشر مهما اشتهر وعلا شأنه. فقط الرخيص يبع نفسه للدكتاتوريات.

“الماريشال عمار”

دكتاتور قطر يذكرني بالشخصية المسرحية التونسية الشهيرة “الماريشال عمار”. لغير التونسيين: “الماريشال عمار” كان جنديا بسيطا فقيرا أميا وجد كنزا أثناء الحرب فأحاط به منافقون كثيرون وزينوا له أشياء كثيرة لم تكن فيه. لكن أيضا خاتمة الماريشال كانت سعيدة لأنه استعاد وعيه واستفاق من غيبوبته وعاد إلى ضيعته الفلاحية. أما دكتاتور قطر فيبدو أن “الشيزوفرينيا”، أي ازدواجية الشخصية، تمكنت منه بعد أن اشترى الكثير ولم يبقى له إلا القلة القليلة…
من يجرأ يقول لحاكم قطر أنه دكتاتور من القرون الوسطى لا يمتلك برلمانا ولا انتخابات ولا حتى “تزوير انتخابات” ولا تعددية حزبية ولا نقابية ولا حرية تعبير ولا حرية مناظرة وإن كل ما يملكه هو قاعدة “العديد” الأمريكية التي تحمي عرشه وتقصف العواصم العربية والإسلامية وفتاوي يوسف القرضاوي التي أصبحت تشريعا برلمانيا يستند عليه…
فقط محمد بن الذيب العجمي تجرأ في قصيدته الشهيرة وقال بيته الشعري الخالد “وآه عقبال البلد الي جاهل حاكمها ويحسب أن العز بالقوات الأمريكية”. فكان مصيره السجن المؤبد وتحت الضغط الدولي الكبير الذي قمنا به تكرم سموه فأصبحت 15 سجنا محروما من لقاء أبنائه الأربعة وزوجته وأهله وأصدقائه”.
عزيزي الدكتاتور تميم بن حمد آل ثاني: أطلق سراح شاعر الثورة التونسية فورا واعتذر له عن كل يوم سجن. ومقابل ذلك سأقبل مضطرا وكارها المشاركة لمرة واحدة فقط في أحد برامجك لنشر الحرية والديموقراطية في الوطن العربي ثمنا لتحرير محمد بن الذيب العجمي لا غير…

طرائف مع “الجزيرة”

من طرائفي مع قناة الجزيرة أن من بين مؤسسيها وما زال يعمل فيها إلى الآن من راسلني وشجعني على كشفها وكشف دكتاتور قطر ومرضه النفسي “الشيزوفريني”: دكتاتور مطلق ينشر في الحرية والديموقراطية. وقالوا لي أن شخصي المتواضع وما أقوله وما أنشره هو الحديث المفضل بينهم وأن صفحتي على “الفايسبوك” متابعة جدا من جماعة الدكتاتور الذي ينشر الحرية… حينما يأتي الوقت المناسب وبإذن من أصحاب هذه الرسائل طبعا سأنشر هذه المراسلات. لأن الحديث أمانات. وكم قدرت فيهم روح الوطنية وكم تفهمت مقولة “أن الخبزة مرة”.
والجزيرة الآن بعد أن أفلست نهائيا ولم يعد يشاهدها إلا من في نفوسهم مرض بدأت في طرد عشرين بالمائة من صحافييها وربما تغلق مستقبلا. وكثيرون من المطرودين بدؤوا يروون شهاداتهم عن “عصر الجزيرة” و”حرية حمد وتميم وموزة للتصدير خارج أسوار زنازين قطر”… ومنهم هويدا طه… والبقية آتية.
شيء هام لا يفهمه دكتاتور قطر: ما يسميه بيار بورديو بالرأسمال الرمزي لا يباع ولا يشترى: Le capitale symbolique

المصدر: الحوار المتمدن

التصنيفات
آخر خبر

أردوغان: نتنياهو سيزور تركيا قريبا وسنتعاون مع إسرائيل

أردوغان: نتنياهو سيزور تركيا قريبا وسنتعاون مع إسرائيل في التنقيب عن الغاز بالمتوسط ووصلتنا إشارات إيجابية من إيران.. وهناك رسالة لواشنطن: إذا لديكم الكونغرس فلدينا برلماننا أيضا

أنقرة- “رأي اليوم”- قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على متن الطائرة خلال رحلة عودته من إقليم ناختشيفان الأذري، إن بلاده ستتعاون مع إسرائيل في التنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط.

وكشف أردوغان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد يزور تركيا خلال أكتوبر أو نوفمبر المقبلين.

لفت إلى أن تركيا ستتعاون مع إسرائيل في عمليات التنقيب عن الغاز في شرقي البحر الأبيض المتوسط، مؤكدًا أن أماكن التنقيب وآلياتها سيتم تحديدها خلال اجتماعات تتمّ بين الطرفين التركي والإسرائيلي.

وقال أردوغان إن الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية، هو الطريق الأفضل لإرساء الاستقرار والسلام في المنطقة.

وفي سياق آخر، أكد أردوغان أن بلاده تبذل جهوداً كبيرة من أجل فتح ممرّ زانغيزور (بين أذربيجان وإقليم ناختشيفان وتركيا ويمرّ عبر أراضي أرمينيا) في أقرب وقت ممكن، معتبرا أن وصول إشارات إيجابية من إيران بخصوص فتح ممرّ زانغيزور، هو أمر مفرح بشكلٍ كبير.

وفي العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، قال الرئيس التركي: “نحن الآن ننتظر موقفا وردا واضحا من الجانب الأميريكي، بخصوص بيع تركيا طائرات F-16.. وأقول للجانب الأمريكي، إن كان لديكم الكونغرس، فإن لدينا برلماننا أيضا”.

وفي الشأن الداخلي، أكد أردوغان ضرورة أن تتخلّص تركيا من دستور الانقلاب العسكري، آملا في التوصّل لتوافق حول صيغة الدستور الذي أعددناه.